أدت تداعيات الأمطار الغزيرة غير المسبوقة التي ضربت الإمارات في منتصف أبريل إلى إحداث موجات في صناعة التأمين، لا سيما التأثير على تكلفة تأمين السيارات. مع تصدي شركات التأمين للزيادة الكبيرة في مطالبات الأضرار التي لحقت بها أثناء الأمطار الغزيرة، يستعد سائقو السيارات في الإمارات لزيادة وشيكة في تكلفة التغطية التأمينية.
وبحسب مصادر داخل قطاع التأمين، فقد ردت شركات التأمين على ارتفاع المطالبات برفع الأقساط بنسبة تصل إلى 30 في المائة. تأتي هذه الزيادة في الأقساط في أعقاب أغزر هطول للأمطار شهدته الإمارات منذ 75 عام، مما أدى إلى فيضانات واسعة النطاق في العديد من الإمارات، بما في ذلك دبي والشارقة وعجمان.
إحدى النتائج البارزة لارتفاع تكلفة التأمين هي زيادة الطلب على حزم التأمين الشامل. على عكس خطط التأمين ضد الغير، تمتد التغطية الشاملة إلى الحماية من الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية. وبالتالي، فإن العديد من المركبات وأصحاب المنازل يختارون هذه الحزم الأكثر تكلفة، مما أدى إلى زيادة الطلب بنسبة تصل إلى 100% في أعقاب الأمطار.
من المتوقع أن يتحمل قطاع السيارات، على وجه الخصوص، وطأة هذه الزيادات في تكلفة التأمين، حيث ستواجه سيارات السيدان والسيارات الرياضية / الكوبيه التأثير الأكبر. وتشير التقارير إلى أن هذه الفئات من المركبات كانت من بين الأسوأ تضرراً خلال الأمطار الأخيرة، مما دفع شركات التأمين إلى تعديل أسعارها وفقاً لذلك.
بينما يختلف مدى زيادات الأسعار هذه بين شركات التأمين، هناك اتجاه ملحوظ في جميع أنحاء قطاع التأمين. حيث شهدت أقساط قطاعي السيارات والممتلكات زيادات ملحوظة، وتشير التقارير إلى زيادات تتراوح بين 10 و30 في المائة. حيث تعكس هذه الزيادة في الأقساط جهود قطاع التأمين للتخفيف من الضغط المالي الناجم عن زيادة المطالبات بعد هطول الأمطار.
على الرغم من الحاجة الملحة لمعالجة تدفق المطالبات، تتطلع شركات التأمين أيضاً إلى الآثار الأوسع نطاقاً للأحداث الجوية الأخيرة. حيث ينصب التركيز حالياً على تقييم التأثير الكامل للأمطار الغزيرة وضمان الدعم الفوري لحاملي وثائق التأمين المتضررين. في حين أن شركات التأمين حافظت حتى الآن على معدلات أقساطها بعد هطول الأمطار، يتوقع قطاع التأمين تعديلات محتملة في المستقبل.
سيتم تقييم الاعتبارات المستقبلية لتعديلات القسط بعناية لدعم مبادئ الإنصاف والقدرة على تحمل التكاليف. حيث تدرك شركات التأمين أهمية تحقيق التوازن بين تغطية المخاطر المتزايدة التي تشكلها الكوارث الطبيعية وضمان بقاء التأمين في متناول جميع سائقي السيارات وأصحاب المنازل.
في الختام
أدت تداعيات الأمطار الغزيرة في الإمارات إلى تحول كبير في مشهد التأمين، لا سيما فيما يتعلق بأقساط التأمين على السيارات. مع استجابة شركات التأمين للزيادة الكبيرة في المطالبات وزيادة مخاطر الكوارث الطبيعية، يمكن لسائقي السيارات أن يتوقعوا ارتفاعاً في تكلفة التغطية التأمينية. ومع ذلك، تظل الجهود المبذولة للحفاظ على الإنصاف والقدرة على تحمل التكاليف في طليعة اعتبارات قطاع التأمين حيث تتعامل شركات التأمين مع التحديات المتطورة التي تشكلها الظواهر الجوية الاستثنائية.